عدد المساهمات : 130 نقاط : 315 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 22/11/2009 الموقع : رفــــــــحـــــــــاء
موضوع: أحذروا ثاني أكبر قاتل في العالم؟؟؟ الأربعاء نوفمبر 25, 2009 6:35 pm
التدخين «سلاح الدمار الشامل».. المسبب الأول والرئيسي للإصابة بالسرطان
حذام خريّف: 6 ملايين شخص تقريبا يموتون سنويا في العالم بسبب الأمراض الناتجة مباشرة عن التدخين، وتحذّر منظمة الصحة العالمية من أن هذا العدد مرشّح إلى الارتفاع ليصل إلى 3 مليارات حالة وفاة في الدول المتقدمة و7 مليارات في الدول النامية و10 مليارات في دول العالم الثالثة بحلول سنة 2020.
وتعتبر هذه الأخيرة مستقبل معامل التبغ الأمريكية والغربية، ففيما تنقص نسبة المدخنين في الدول المتقدمة ترتفع في الدول النامية والفقيرة. وبحتلّ التدخين المرتبة الرابعة في قائمة الأسباب المؤدية إلى ارتفاع نسبة الوفيات في العالم، خاصة في سن وفاة مبكرة، وتفوق في ذلك على أشد الكوارث الطبيعية خطورة، كما جاء في مرتبة أعلى من حوادث الطرقات والكوارث البشرية الأخرى.
في فكرة تجمع بين "الترهيب والترغيب"، الترهيب من مخاطر التدخين المؤذية، والترغيب في الإقلاع عن هذا السلوك القاتل أحيا المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس، بطريقة ابداعية وفنية مبتكرة يوم الصحة الوطني، الذي يأتي هذه السنة تحت شعاره "الوقاية من التدخين" مواكبة لاعلان تونس سنة 2009 "عام مكافحة التدخين"، للتخفيض من نسبة المدخنين للوصول بها إلى نسبة 10% من عدد سكان البلاد على مدى خمس سنوات.
يأتي هذا اليوم التوعوي في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من خطر "سلاح الدمار الشامل" الذي يعتبر السبب الأول والرئيسي للإصابة بالسرطان. وقد أظهرت دراسة أعدتها منظمة الصحة العالمية أن تونس تحتلّ المرتبة الأولى على الصعيد العربي في كثرة المدخنين.. وتعاني تونس كثيرا من هذا "السرطان الخبيث" الذي يعصف بحياة 6850 شخصا سنويا في البلاد، حسب بيانات إحصائية رسمية. وتكشف هذه البيانات أن نسبة المدخنين في تونس من الكهول وصلت إلى 35%، بينما بلغت نسبة المدخنين من الشبان في سن المراهقة 12.8%. وقد أظهرت دراسة قامت بها الجمعية التونسية لمكافحة السرطان في سبتمبر 1993 أن 56.3% من الذكور صرّحوا بأنهم يدخنون أول سيجارة ما بين 15 و20سنة. وأن 25% دخنوا أول سيجارة قبل 15 سنة. وأن 48% من المدخنين يستهلمكون يوميا أكثر من 15 سيجارة. و51.8% من المدخنين متأكدين من التدخين هو السبب الرئيسي لسرطان الرئة. وتؤكد الدراسات التي أجراها المعهد الوطني للصحة العمومية أن عدد المدخنين من الأطفال في تونس في تزايد مستمر، إذ أكدت إحدى الدراسات التي أنجزت عام 2000 أن 60 في المئة من الأطفال قد جربوا التدخين.
وتبيّن المؤشرات أنّ 55 في المائة من الرجال في تونس يدخنون في مقابل 10 في المائة من النساء، وأن عدداً كبيراً من هؤلاء يرغبون في الإقلاع عن التدخين. لكن قرابة 10 في المائة منهم فقط أجروا محاولة على الأقل للإقلاع عن التدخين.
ولمواجهة هذا الوضع الخطير، تجنّدت مختلف الجهات التونسية في حملة وطنية لمكافحة التدخين.. فالتدخين مضر بالصحة والوقاية منه أساسية لضمان نمو متوازن في محيط سليم. والامتناع عن السيجارة الأولى هو أحسن سبل الوقاية، أما التحسيس بأهمية ذلك فهي مسؤولية الجميع. فحملات التوعية بمخاطر التدخين لا يجب أن تقتصر على الجهات المعنية فحسب، كما يؤكد على ذلك مدير المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس السييد سامي بن عامر، بل هو واجب إنساني ووطني يتحتّم على الجميع المشاركة فيه، أفرادا وجماعات، وخاصة المؤسسات التعليمية حيث أن نسبة كبيرة من هذه الآفة تجد أرضا خصبة لها داخل أروقة المدارس والمعاهد والجامعات..
وتضمّ زكيّة بو عزيز، رئيسة جمعيّة التضامن الدولي، صوتها إلى صوت بن عامر مؤكدة أن الخطوة الأولى للقضاء على التدخين تأتي من خلال منع انتصاب بائعي السجائر أمام المدارس والمؤسسات التعليمية، كما تشير إلى ضرورة اصدار تشريع يحدد السن القانونية لبيع السجائر.
وإيمانا منها بأن محاربة انتشار آفة التدخين لا تكون إلا بمجهود جماعي والتعاون بين الجمعيات المختصة، تؤكد د. ناجية موسى، رئيسة جمعية مقاومة الأمراض المزمنة، أن "مقاومة الأمراض المزمنة من أهم حقوق الإنسان"، ومن هنا تأتي أهمية مبادرة الرئيس التونسي زين العابدين بن على إقرار 2009 سنة وطنية لمكافحة التدخين.
وقد لقيت هذه المبادرة لقيت اهتماما كبيرا لدى عديد الجهات العالمية، ومن بينها منظمة الصحة العالمية، التي ثمنت هذا القرار في عديد المناسبات وعبرت عن استعدادها لمساندة الحملة ضد التدخين. وتأتي العناية التونسية بهذا الموضوع من خلال إقرار خطة وطنية متكاملة لمكافحة التدخين تشمل الجوانب التشريعية والترتيبية والتوعوية والتحسيسية فضلا عن المساعدة على الإقلاع عن التدخين.
وتتمثل هذه الخطة في تشريك مختلف الأطراف المعنية من هياكل عمومية ونسيج جمعياتي ووسائل إعلام وطنية ومنظمات دولية لتنفيذ جميع محاورها المتضمنة تعزيز الأنشطة التحسيسة لتعميق الوعي بمضار التدخين وتعميم مشروع أوساط صحية ومدرسية وجامعية ومهنية خالية من التبغ وتقييم مردودية عيادات المساعدة على الإقلاع وتعميمها فضلا عن تفعيل قانون منع التدخين بالأماكن العمومية.
وتم إطلاق حملات واسعة في مختلف وسائل الإعلام وعبر شبكة الهاتف الجوال و تكثفت الأنشطة الميدانية الموجهة لمختلف الفئات لاسيما بالأوساط المدرسية والجامعية والمهنية إلى جانب مرتادي المؤسسات الصحية والفضاءات الرياضية والثقافية.
وتقرر في نفس الإطار توفير الجرعات الأولى عن معوض النيكوتين والحبوب المعالجة للإدمان بصفة مجانية مع مزيد الضغط على أسعار هذه المواد وتفعيل قانون تحجير التدخين بالفضاءات ذات الاستعمال الجماعي مع إعطاء الأولوية إلى المؤسسات الصحية والتربوية وتوسيع التحجير بصفة تدريجية على المقاهي والمطاعم والمؤسسات السياحية. وتُعد تونس البلد الوحيد في إفريقيا الذي يقدم معوضات النيكوتين مجاناً لعدد كبير من المقبلين على عيادات الإقلاع عن التدخين التابعة للمؤسسات الصحية العامة.
أما الدكتور إلياس حسين، أول طبيب مختص في تونس في أمراض التدخين، فقد جاءت مشاركته معمّقة ركّزت على تحديد مخاطر التدخين وتفسير مضاعفات هذه الآفة الصحية والاقتصادية والنفسية. حيث يؤكد د. إلياس حسين أن مضار التدخين لا تقتصر على الضعف البدني بل تؤدي إلى اضطرابات اقتصادية بما أن نفقات التدخين تأخذ حيزا كبيرا من نفقات الفرد.. وقد أظهرت دراسات عديدة أن أن الأسرة في كثير من الدول التي تسجّل ارتفاعا في نسبة المدخنين تنفق في المتوسط 5% من دخلها في شراء منتجات التبغ بينما لايتجاوز إنفاقها على العلاج 3.2% وعلى الثقافة والرياضة، ناهيك عن النفقات الباهضة التي تصرف على علاج الأمراض التي تسبب بها التدخين وعلى المستوى النفسي فقد كشف الطبيب التونسي أن إدمان تعاطي السجائر يؤدي إلى الاضطراب النفسي مما يؤثر على نشاط الشخص الذهني والجسدي، ومن هنا تفسّر زيادة نسبة حوادث الشغل والطرقات عند المدخنين.
• وتتوضح الصورة القاتمة لمخاطر التدخين أكثر في شرح د. إلياس حسين أنه حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية يؤدي التدخين إلى وفاة كل 13 ثانية. كما يساهم في التخفيض بنسبة 10 إلى 15 سنة من عمر الإنسان.. وقد أظهرت دراسات منظمة الصحة العالمية أن هذا السلوك هو المسؤول الأول عن 30% من جميع الوفيات الناجمة عن أمراض قبل سن الخامسة والستين، حيث أن 60% من مكونات السيجارة تسبب السرطان، ومن هذه المكونات:
• النيكوتين: وهو مادة سامة تتسبب في تسرعة دقات القلب وارتفاع ضغط الدم. ويعتبر إدمان النيكوتين من أشد أنواع الإإدمان وأخطرها، إذا لا يقل خطورة عن المخدرات.
• القطران بأنواعه ويتسبب في تكاثر الخلايا بصورة غير طبيعية فينتج عن ذلك سرطان الرئة، وتلف خلايا الحويصلات الهوائية على المدى الطويل فيسبب مرض الربو "ضيق التنفس".
• أول أكسيد الكربون وهو غاز سام ينتجى عن احتراق اللتبغ ويحل محل الاكسيجين في الخلايا فيسمم الجسم ويشل حركة التنظيف ويتسبب في تزايد الأمراض الرئوية.
ومن الأمراض التي تؤدي إليها هذه المكونات السامة أمراض القلب بمختلف أنواعها، كتصلّب الشرايين والجلطة، وهي المسبب الرئيسي لسرطان الرئة والحنجرة وسرطان اللسان، والإلتهاب المزمن للمسالك الهوائية. وتتسبب في تدهور نشاط الذاكرة وحواس السمع والبضصر والشم. كما يتأثر الجلد نتيجة إنسداد الأوعية الذي يسببه النيكوتين حيث يسبب قصورا في جريان الدم ونقصا في كمية الأكسيجين فتساعد على تجعّد البشرة وظهور الشيخوخة المبكرة، إلى جانب جفاف الشعر وتساقطه.
وتفيد دراسة أجرتها وزارة الصحة في تونس أن "90 % من حالات الاصابة بسرطان الرئة و85 % من الالتهابات المزمنة للقصبات الرئوية و 75% من حالات الجلطة القلبية و 25 % من امراض القلب" ناجمة عن التدخين.
وعلى صعيد عالمي كشفت دراسة طبية أن ومليار مصاب في العالم بمرض الداء الرئوي الانسدادي، وهو من الأمراض غير القابلة للشفاء بشكل كامل، والسبب الرئيسي للإصابة به هو التدخين سواء عبر استعمال الدخان أو عبر التدخين السلبي ويصيب النساء والرجال بنفس النسب تقريبا.
ويعتبر التدخين من ألد أعداء المرأة وآفة تهدد أنوثتها وجمالها، حيث يؤدي إلى ظهور مبكر للتجاعيد، ويفقد بشرتها نظارتها وبريقها. كما يؤدي إلى اصفرار الأصابع والأسنان بسبب تراكم النيكوتين والقطران. ويتسبب التدخين في هشاشة العظام عند المرأة، كما له أثر واضح على خصوبة المرأة والرجل، على حد السواء.
وكشفت البحوث العلمية أن سن اليأس عند المرأة المدخنة يكون أقل بسنتين مقارنة بالمرأة غير المدخنة. وحتى الجنين في بطن أمه لم يسلم من مضار التدخين وسلبياته، حيث كشفت دراسات أن الجنين يتعرض للتسسم عن طريق دم أمه المدخنة. كما يكشف د. إلياس أن نسبة الحمل في غير وضعه الطبيعي تتضاعف عند الحامل المدخنة وقد يصل الأمر إلى حد الإجهاض. وقد حذرت دراسة طبية حديثة الأمهات من التدخين أثناء فترة الحمل، حيث تتسبب هذه العادة في ولادة أطفال يعانون اضطرابات سلوكية في سنوات العمر الأولى، وذلك بسبب آلاف المواد السامة التي تحتوي عليها السجائر والتي تؤدي إلي تلف دماغ الأجنة.
وأشار العلماء إلى أن التدخين خلال الحمل قد يتلف دماغ الجنين، نظراً لوجود أربعة آلاف مادة سامة في السجائر والكثير منها ينتقل إلى أدمغة الأجنة، متوقعين أن يؤثر ذلك على الطريقة التي تعمل فيها كيمياء الدماغ.
وهكذا يتسبب التبع في كوارث صحية مروّعة لا تهدد حياة المدخن وحده بل أيضا حياة المحيطين به، فالأشخاص الذين يحيطون بالمدخين، يدخّنون هم أيضا، وبالتالي يتعرضون بنسبة كبيرة إلى نفس الأخطار التي يتعرض إليها المدخن، ومن هنا جاءت القوانين التي تمنع التدخين في الأماكن العمومية. ويعتبر الأطفال أول ضحايا التدخين السلبي الذي قد يؤدي في كثير من الأحيان إلى ضعف في نموهم الجسمي أو العقلي، التهابات الصدر والإصابة بالربو.. كما أظهرت الدراسات العلمية والاجتماعية أن التدخين السلبي الذي يتعرض له الطفل عند مرحلة مبكرة من عمره يساهم بنسبة كبيرة في انتقاله إلى مرحلة التدخين المباشر دون أي عائق حيث أن جسمه يكون قد تعوّد على خزن كميات هائلة من النيكوتين..
يحسب لمعهد الفنون الجميلة بتونس الخطوة الذكية التي قام بها بأن حرص على أن تأتي الخطوة الأولى من الطلبة أنفسهم، بأن يتوجهوا من خلال أفكارهم الابداعية إلى الشباب للتحذير بمخاطر التدخين ومضاعفاته القاتلة.. خطة جديدة وفنية ابتكرها طلبة معهد الفنون الجميلة قد يكون لها الأثر الجيد في التوعية، حيث أن ملصق أو إشارة تحذير تحمل الكثير من الألوان ذات أبعاد جمالية وفنية تلفت الانتباه أكثر من الشعار العالمي ذي الدائرة الحمراء المرفقة بتحذير "ممنوع التدخين"، الذي أصبح شكله تقليدي ومعروف ينظر إليه المدخن ويشعل سيجارة دون اكتراث